”أقلامهن X معرض الكتاب”.. ”صوفي”رحلة الإنسان بداخله
الأكثر مشاهدة
يؤمن البعض أن الكتابة هي النشاط الأصعب وأن مهمة الكاتب من أعقد ما عرفه البشر، فهو يصوغ المشاعر في جمل وكلمات، يُشّخص الأحاسيس، ويصف ما عجزنا عن قوله. ويستهلك في ذلك كل ما مر به، قراءاته وخبراته، معارفه وحتى أعداءه، فهي"استنفاذ للمخزون الشخصي" وهذا بالضبط ما مرت به الكاتبة "هدى أنور" لتخرج مولودها الأدبي الأول.
عامان قضتهما "هدى" بصحبة "صوفي" التي تعرفت عليها في "سانت كاترين" كفكرة نبتت في مخيلتها وقررت أن تسقيها كتابة لتنضج وتصبح نبتتها الأدبية. دارت "هدى" في فلك "صوفي"، حتى أصبح اسميهما ملخصًا للرواية فيجب أن "تصفو لتهتدي". "صوفي" رواية تحمل اسم بطلتها التي جربت الاصطدام بالقاع ومنه تربعت على قمة السمو الروحي، خاضت بين الأوحال وقطعت دروب مليئة بالخطايا والآثام ومنه عرفت طريق الله، "صوفي هي رحلة الإنسان جوا نفسه" تقول هدى.
"سجدنا.. وكان للسجود حلاوة لم أشعر بها في حياتي قط.. ركبتاي تغوصان في حصى الأرض فلا أحس الوجع، وجبيني يتمرغ في التراب البارد وقد اتكأت روحي على وسادة مخملية من السكينة والسلام.. وأحسب، بل أعلم علم اليقين، أن الله كان حاضراً معنا، ومتى لا يكون حاضراً ونحن دائماً في حضرته." مقتطف من الرواية.
ستحضر "هدى" معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام ضمن الكُتاب وليس ضمن القراء والمشترين كما اعتادت. وقد خاضت معارك من أجل إصدار روايتها تلك، أولها وأصعبها كان قرار العودة للكتابة بعد توقف دام طويلًا، بعدما رضخت لرغبة من حولها وأخذها تيار العمل والحياة بعيدًا عن شغفها بالكتابة والتي درست من أجلها الأدب العربي بعد أن أنهت دراسة الاقتصاد والعلوم السياسية. المعركة التالية كانت عمليات النشر والتوزيع والتي فضلت أن تكون على حسابها الخاص وبجهودها الذاتية وبالفعل استطاعت طبع النسخ وتوزيعها على أكبر مكتبات مصر، وعبرت عن نجاحها في المهمة قائلة: "الإنسان لما بيكون عنده إيمان بنفسه الأبواب كلها بتتفتح قصاده".
"ما أعجب الإنسان، يريد شيئاً بقوة ولا يقاتل من أجله، بل ينهر كل شىء يحبه بشدة خارج حياته، لأن الحياة عند معظمنا هى ليست الحلم بالمستحيل، بل هى الواقع والعقل والحسابات الدقيقة، لذا فإننا فى معظم الأحوال نختار طرقاً تتنازع مع أحلامنا، نسير فيها، نقنع أنفسنا أن هذا هو الطريق الصحيح، وأن هذا هو أماننا، نحيا غير سعداء ونتصنع السعادة حتى نصدق أننا حقاً سعداء ونكون بذلك قد كذبنا على أنفسنا كذبة العمر، كذبنا وإنتهينا.. ونظن أننا نبدأ!". مقتطف من الرواية.
لم تخش "هدى" اختيار الصوفية موضوعًا لروايتها، كونه أصبح "موضة" هذه الأيام، لكنها رأت أن لديها رسالة وموهبة محنها الله إياها، فتعاملت معها كأمانة يجب أن تؤديها وترسل للناس أنه مهما بلغت خطاياك يمكن أن تعود أفضل مما كنت.
"إن للخلق أشكالاً كثيرة، وقد خلقنا الله ونحن منه ليعلمنا أن نكون جزءاً منه ومن معجزاته، ومنها معجزة الخلق، فنحن قادرون على أن نخلق أشياءاً صغيرة، علمنا خلقها الخالق العظيم، لقد منحنا الله القدرة علي الخلق لنخلق حياة نستطيع أن نحياها، هناك منا من يستخدم هذه الهبة ومن لا يفعل، وأنا لم أفعل، إستسلمت لموت الحياة فى حديقتى، أما صوفي فلم تستسلم، وها أنا ذا، بعد أن كنت لا أروي حديقتى، الآن أرويها كل يوم كى تظل تنبض بالحياة بعد أن بعثت فيها صوفى بالحياة مرة أخرى." مقتطف من الرواية.
يُقام حفل التوقيع الثالث لـ"صوفي" بمعرض الكتاب يوم 3 فبراير القادم بجناح دار "ليان" للنشر، كما تعتزم هدى الإعلان عن "المعتكف الكتابي" وهو ورشة عمل حول الكتابة، تريدها أن تكون بمثابة طريق استرشادي للكُتّاب، بداية من اختيار فكرة كتبهم وحتى النشر ومتابعة الكتاب في السوق. في خطتها أيضًا إقامة تدريب على الكتابة الإبداعية في شهر مارس القادم.
الكاتب
ندى بديوي
الإثنين ٢٣ يناير ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا